السبت، 1 فبراير 2014

«حنيطر»: الكاريكاتير ديوان الحياة المعاصرة في مصر

صاحب ندوة “الكاريكاتير شاهد على العصر” بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، معرضًا لأربعين شاب وفتاة من فناني الكاريكاتير بعنوان “عالم كتب”. بدأت فكرة المعرض علي الانترنت من خلال الفنان والمؤرخ التشكيلي إبراهيم حنيطر الذي أكد أن الكاريكاتير هو ديوان الحياة المعاصرة في مصر منذ ظهوره في نهاية القرن التاسع عشر

وأعرب «حنيطر» عن سعادته بدخول الفتيات لأول مرة هذا المجال وتناول بداية ظهور الكاريكاتير المصري في باريس علي يد يعقوب صنوع “أبو نضارة ” المسيحي المولود في باب الشعرية، الذي وهبته والدته للشيخ الشعراني ليعيش بعد أن كان كل أطفالها يموتون.


وأكد «حنيطر» على أن خطا شائع عن أن «صنوع» بدأ رسوم الكاريكاتير في مجلته ” أبو نضارة ” لكن الحقيقة أنه بدأ سخريته من الخديوي إسماعيل قبل ذلك بكثير وكان هذا هو سبب نفيه إلى باريس فرغم أن أبو نضارة هو ربيب الخديوي إسماعيل الذي انشأ له المسرح الذي قدم عليه أعماله إلا أن جرأة أبو نضاره جعلته ينتقد الخديوي ويتحدث عن الظلم وتعدد الزوجات -الخديوي كان متزوجا من أربعة نساء- وابتدع شخصيات كاريكاتيرية ينتقد بها الأوضاع الاجتماعية والسياسية كشخصية شيخ البلد التي قصد بها الخديوي وشخصية “أبو الغلب” التي رمز بها إلي المواطن المصري وهو ما جعل الخديوي يشعر بأن هذا الرجل خطر عليه فنفاه إلي باريس وحرق أعداد مجلته التي كانت وقتها تخلو من الرسوم لكنه عندما نفي إلي باريس طبع “أبو نضارة باللغة العربية وجعل صفحتيها الأخيرتين باللغة الفرنسية واستعان برسامين فرنسيين ليرسموا له الكاريكاتير بعد أن يحكي القصة التي يريدها للرسام أي أن الرسام كان يقوم بدور توضيحي فقط واستمر في هجاء الخديوي توفيق الذي دفع الرشاوى للباب العالي ليعزل والده إسماعيل .


وأوضح أن البداية الحقيقية لفن الكاريكاتير في مصر، كانت علي يد فنانين أجانب وعلي رأسهم الفنان التركي “رفقي” الذي كان ضابطا في الجيش التركي واختلف مع كمال أتاتورك وهاجر إلي مصر وتميز بسخريته اللاذعة ودرس الفن دراسة متعمقة. ثم جاء الأرميني “صاروخان” الذي التقطه أمير الصحافة المصرية محمد التابعي من ورشة زنكوغراف وأعطاه أفكارا ليرسمها في روزا ليوسف وحقق شهرة كبيرة .


وأشار حنيطر إلي دور الفنان “سانتيز” الإسباني الذي أحضره الأمير كمال إلي مصر واعتبره هو وصاروخان ورفقي آباء الكاريكاتير المصري الحديث وكل من أتي بعدهم خرج من عباءتهم كحجازى وليثي وزهدي. وواكب ثورة 1952 ثورة في الكاريكاتير ولكن تم تحجيمها فيما بعد وسمح فقط بالنقد الاجتماعي والأسري أو نقد الموظفين لكن لم يمتد النقد إلي شخصية الرئيس أو كبار رجال الدولة .


وأضاف حنيطر أنه رغم ان مصر شهدت في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين ظهور العديد من المجلات الفكاهية التي تعتمد علي الكاريكاتير أحيانا وعلي الأشعار الحلمنتيشية التي كانت تقدم من خلال القصائد صورا كاريكاتورية معتمدة علي اللغة والكلمات ووصل عدد هذه المجلات والصحف إلي 25 صحيفة فان مصر الآن تخلو من أي مطبوعة منتظمة تهتم بالكاريكاتير.


The post «حنيطر»: الكاريكاتير ديوان الحياة المعاصرة في مصر appeared first on البديل.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق