السبت، 21 ديسمبر 2013

بالصور.. أزمة مياه الصرف (الري سابقًا) بين محاولات الفلاحين الغلابة للحل والتجاهل التام من «المسئولين» بالمنوفية

آلام الفلاحين ومعاناتهم من أجل الحصول فى نهاية العام على مجموعة من الجنيهات التى لا تكفى قوت شهرين أو ثلاثة تضاعفها آلام التجاهل التام من المسئولين الذين اكتفوا بالجلوس في بيوتهم أو الذهاب لمكاتبهم لمجرد إثبات وجودهم أو التوقيع على كشف الحضور..


كانت البداية لنا على ترعة “البحراوية “بمركز تلا بالمنوفية والتى تمتد من بحر شبين الكوم وتلتقى بعد تفرع طويل بترعة الشهداء بمدينة الشهداء، قررنا أن نخطو خطواتنا الأولى ناحية الفلاحين؛ لنرصد معاناتهم مع مياه “الرى” (التي ثبت غير ذلك) فى الفترة التى تعيشها مصر من أزمة متكررة فى نقص المياه وآثار ذلك على حياة الفلاحين وأعمالهم.



المشهد عبارة عن ترعة لا تتوقع أنها يمكن أن تسقى آلاف الأفدنة أو أنها حتى “ترعة”.. حادثة أولى رأيناها.. مجموعة من الفلاحين يحاولون بكافة السبل المساعدة فى إخراج أحد الحمير التى سقطت فى الترعة.. البعض قال إن الأمر لا دخل له بمياه الرى وأزمتها، ولكن السبب الحقيقى فى صعوبة خروج الحمار من المياه كان عدم وجود مياه فى الترعة لتساعدهم على رفع الحمار للشاطئ.


يقول سلامة محروس “فلاح”: “ما فيش مية والعطش بيوِّظ الزرع كل فين وفين على ما بتيجى المية. الترعة بيتم تطهيرها، ولكن المشكلة إن المية ضعيفة من الأساس، بالإضافة إن فيه ناس واخدة المية لحسابها“.


وأضاف سلامة “عاوزين مية علشان نطلع زرعة كويسة. إحنا دقِّينا مواسير، ولكن المية من تحت الأرض قلِّت. المشكلة مش من النهارده. دى بقالها أكتر من سنتين وما لهاش حل.. الترعة بتيجى وبتمشي كيلو واحد فى بداية الترعة، بعدها ما بالاقيش مية“.


دقائق وكنا مع سعيد عميش والذى كان يقف أمام أرضه ويقول: “الأزمة دى بدأت من حوالى 8 سنين. كان منسوب المية عالى جدًّا، وكنا زمان بنسقى من غير أى مكنة رى. النهارده المية ما بتجيش علشان ضعيفة من البحر الرئيسى، غير إن المية دى بتبوظ الأرض علشان المية فيها نسبة ملوحة عالية، وبعد 7سنين الأرض هتبوظ ومش هتزرع تانى. والمشكلة مش عندنا.. شوفوا اللى كان المسئولين بيعملوه قبل كده”.


وأضاف أحمد عطية “تاجر ذرة وقمح” أنه عندما يأتي موعد زارعة الغلة لا يجدون مياهًا، مشيرًا إلى أنهم كانوا يستخدمون في كل أرض ماكينة لرفع المياه، لكنهم الآن يسقون معًا في نفس الوقت، وأنهم بدل أن يدفعوا 10 جنيهات لري أراضيهم، الآن يدفعون من 200 إلى 250 جنيهًا، مشددًا على أن الفلاح معدوم ولا أحد يهتم به، والمفترض أنه أهم شخصية؛ لأنه لو توقف عن زراعة الأرض، فلن يجد الشعب كله أكلاً، قائلاً “وهو اللى بيأكِّل المسئول اللى هناك”، وأشار إلى مساحات كبيرة قائلاً “شوف البناء على الأراضى والأزمات اللى بنعيشها وما حدش بيشوفها”.


وأكد محمود ماضى صاحب الخمسة قراريط فى حوض الترعة والذى يظل يومين لريها أنه لا توجد مياه، وقال “شايف الترعة كلها قش وبننزل نسلك منها ونطلع ونتبهدل وما فيش مية والزرع هيموت والزرع هينشف من قلة المية. الترعة دى مش بييجي لها مية، وكل حوالى شهر تقريبًا بننشل المية اللى بتيجى من الترعة الكبيرة اللي المفروض بتسقى بلاد كتيرة”، وعن رأيه في حل هذه الأزمة يقول “الحل كانوا بيقولوا حفارة هتفحت الترعة، لكن ما فيش حد بيهتم بحاجة. إحنا غلبنا شكاوى وتلغرافات، ولكن محدش بيسأل فينا”.


وأكد أن “المية دي مش مية رى، دي مية مجاري وناشفة. أنا باقعد باليومين علشان أسقى الـ 5 قراريط دول، وما حدش بيجى ولا بيسأل لا رى ولا حد. والمكن بنأجره الساعة بـ 20 جنيه وأكتر، كل واحد بيعمل واحدة لحسابه علشان يكسب”.


أما عبد العظيم محفوظ فيذكر أنهم اشتروا كراكة على حسابهم، رغم أن ظروفهم صعبة، ومع ذلك لا حد يسأل فيهم، وأضاف “إحنا عاوزين المية، ورحنا هندسة الرى والمحافظة ولمِّينا على الفدان والقيراط ونزلنا ولكن ما فيش مية”.


ويؤكد هذا سليمان عبد الخالق قائلاً “المية هنا فى المنوفية ضعيفة جدًّا، وفحتنا الترعة على حسابنا، ورغم كده المية مش بتيجى. بندعو المسئولين إنهم يشوفوا لنا حل ويلقوا نظرة ويعطوا الموضوع اهتمام؛ لأن المكن تكلفته عالية على الفلاح”.


توجهنا إلى المحافظة، وتحديدًا إدارة خدمة المواطنين؛ لنفاجأ بطامة كبرى، وهي أن هناك أكثر من ألف شكوى مقدمة بسبب أزمة المياه، ولكن لا أحد يهتم.


التقينا أحد المسئولين بمديرية الرى، والذى طلب عدم ذكر اسمه، وأكد لنا أن أغلب العاملين فى المديرية والمراقبين على الترع لا يعملون ويجلسون فى منازلهم والمكاتب، وأنه يحاول حل الأزمات بقدر استطاعته.


فيما ادعى مكتب وكيل الوزارة أن الأزمة فى طريقها إلى الحل، وأنهم يرفضون أى أحاديث إعلامية حتى يتم حل الأزمة أولاً؛ لأن هدفهم العمل!!!


1 2 3 4 5 6 7 8 9 أزمة مياه الري بالمنوفية

The post بالصور.. أزمة مياه الصرف (الري سابقًا) بين محاولات الفلاحين الغلابة للحل والتجاهل التام من «المسئولين» بالمنوفية appeared first on البديل.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق