كتب: آية يسرى ونورهان أبو المجد
أبو الشهيد: كنت أتمنى لو أي مسؤل يكلمني ويفرح قلبي بالسؤال عن أسرة الشهيد اللي راحت روحه فداء هذا الوطن
أم الشهيد: كل ما أكلمه يقول لي: أنا هابقى شهيد يا أمي زي زملائي
عديد من الضحايا سقطوا في التفجيرات الإرهابية التي طالت مديرية أمن الدقهلية، من بينهم مجندون وضباط.. لم يراعِ من قام بتنفيذ العملية أن من بين هؤلاء الضحايا عائلاً لأسرته، والذي ترك وراءه أطفالاً وزوجة حاملاً في آخر شهر لها.
“البديل” زارت منزل أحد الضحايا الذي نال الشهادة أثناء عملية التفجير.. المجند عبد الرحمن محمود، والبالغ من العمر 22 سنة والمقيم بكفر أبو زكري.. المنزل تفوح منه رائحة الموت.. أسرة فقيرة فقدت عائلها الوحيد في الحياة؛ بسبب أيادي الإرهاب التي اعتقدت أنها ستتمكن من إعادة الشرعية بأعمالها الإجرامية.. يقطن أهل الشهيد في منزل مكون من طابق واحد.. والده سائق يجلب لهم قوت يومهم، ومعه أخ صغير في بداية المراحل التعليمية.
في البداية يقول والد الشهيد “طول عمري ماشي جنب الحيط عشان أربي أولادي، وعبد الرحمن كان عائلي وسندي في الحياة.. حسبي الله ونعم الوكيل في جماعة الإخوان الإرهابيين.. قتلوا ابني فلذة كبدي.. أنا مش عايز أعيش”.
وعن وقع سماعه بالحادث يقول الأب المكلوم “علمت من القنوات الفضائية بخبر انفجار مروع بمديرية أمن الدقهلية، فهرعت إلى هناك للاطمئنان على نجلي، ولما علمت أنه استشهد تحت أنقاض المتفجرات، لطمت الخدود وشلت الطين فوق رأسي، ولكن حمدت الله بعدها لأنه نال الشهادة.. بس أنا أطالب كل المسئولين في البلد أن يأتوا بحق ابني الذي راح ضحية غدر وهو يدافع عن وطنه ويحميه.. أنا لم أتلقَّ العزاء من أي مسؤل ولم يقوموا حتى بموازرتي في محنتي”.
ويكمل والد الشهيد “بعدما حمدت الله على استشهاد ابني، أصبحت الآن طريح الفراش من هول الموقف الذي تعرضت له.. كنت أتمنى لو أي مسؤل يكلمني ويفرح قلبي بالسؤال عن أسرة الشهيد اللي راحت روحه فداء هذا الوطن”.
وقاطعته والدة الشهيد والدموع تنهمر من عينيها، قائلة “كلمته قبل الحادث بنصف ساعة، قال لي: أنا باتعشى يا أمي وهكلمك. كان آخر زاده.. ما كلمنيش بعدها تاني.. حرام عليهم.. حسبي الله ونعم الوكيل فيهم.. الإخوان كسروا قلبي وحسروني على فلذة كبدي عائلنا الوحيد في الدنيا.. دا أنا كنت كل ما أكلمه يقول لي: أنا هابقى شهيد يا أمي زي زملائي، وأقول له: ما تقولش كده يا عبد الرحمن. هو اتمناها وربنا أعطاها له. كانت الناس كلها بتحبه.. كان على خلق عالي، والناس كلها تشهد بكده.. كنت عايزة أفرح بيه وأشوف أولاده، بس هو راح عند اللي أحسن من الدنيا كلها.. ربنا.. وأنا حمدت ربنا واحتسبته شهيد في الجنة ونعيمها”.
وتابعت الأم “كنت دايمًا أقول له: خد بلك من نفسك وابعد عن المخاطر، يرد عليَّ قائلاً يا أمي أنا روحي فداء مصر، ومش خايف من الموت، بس انتي ادعي لي أبقى شهيد”.
The post «البديل» تلتقي أسرة المجند عبد الرحمن محمود.. شهيد تفجير مديرية أمن الدقهلية appeared first on البديل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق